طاعة الله سبحانه وتعالى

وكذلك أيضا مِن شُكر النعم: عبادة الله تعالى، فهذا البدن الذي خلقه الله تعالى؛ عليك أن تستعمله في طاعة الله، تستعمل السمع؛ تسمع به الخير، تسمع به الذكر والعلم والنصيحة، وتوصلها إلى قلبك؛ حتى تنتفع، هذا البصر تبصر به ما ينفعك، تقرأ به الذي ينفعك، وتكتب ما يفيدك، وكذلك أيضا تنظر نظر عبرة فيما بين يديك، وفيما خلفك، لا تقع عيناك على شيء إلا وتتذكره، وتعتبر به، وتعترف بأنه آية من آيات الله تعالى وحكمة من الحكم، كذلك أيضا اللسان تشكر الله به؛ فتكثر به من الذكر ونحوه، وبذلك تكون شاكرا، وهكذا أيضا اليدان: تعمل بهما ما ينفعك في دينك وفي دنياك، ولا تعمل ما يضرك، وهكذا الأقدام: تسير بهما إلى الخير، وبذلك تكون قد استعملت بدنك فيما ينفعك، وفيما هو شكر لله -سبحانه وتعالى- وكذلك أيضا مالك: تستعين به على طاعة الله، وتصرفه فيما يحبه الله؛ لعلك بذلك تزداد من الخير، هذا شكر الله. شكر النعم: شكر اللسان، وشكر العين، وشكر الأذن، وشكر القلب، وشكر اليدين، وشكر الرجلين، وشكر المال، وشكر الولد، وشكر الأهل، كل ذلك تستطيع أن تستعمله في الطاعة؛ لتكون بذلك من الشاكرين، ومن الذاكرين.