إثبات صفة اليد لله تعالى

............................................................................... ومنها: صفة اليد، صفة ذاتية، وردت في عدة آيات، وردت بلفظ المفرد كقوله: { تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ } وقوله: { قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } وقوله: { بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . ووردت بلفظ المثنى كقوله تعالى: { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } ثناها، وكقوله: { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } . ووردت بلفظ الجمع في قوله: { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا } . فإذا وردت بلفظ المفرد فالمراد بها: الجنس، يعني: جنس اليد، لا أنها يد واحدة. أثبت جنس اليد يعنى كلمة "يد": تطلق على جنس اليدين. وأما بلفظ الجمع، فإن الجمع للتعظيم، فالله تعالى يذكر نفسه بلفظ الجمع للتعظيم كقوله تعالى: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ } الله واحد، ذكر نفسه بلفظ الجمع للتعظيم { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ } { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ } { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ } ذكر ضمير الجمع، وفعل الجمع؛ لأجل التعظيم. فلما ذكر الله نفسه بلفظ الجمع، جمع اليد في قوله: { مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا } لم يقل: أيدي؛ بل قال: أيدينا؛ للدلالة على التعظيم. ذكر الله تعالى اليد بلفظ المثنى في قوله: { بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } ؛ ليدل على أن لله تعالى يدان كما أخبر، ثم وردت السنة بذلك في مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: { يمين الله ملأى، لا تغيضها نفقة سحاء الليل والنهار. أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟! فإنه لم يغض ما في يمينه، وبيده الأخرى القسط، يخفض ويرفع } فأثبت لله تعالى اليدين، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم: { المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين مباركة } . والأحاديث في ذكر اليد واليمين لله تعالى كثيرة، ذكرها ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: { وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } منها: الحديث الذي فيه: { أن الله يضع السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع } إلى آخره. ومنها: الحديث الذي فيه: { أن الله يقبض السموات والأرض بيديه، ثم يهزهن، فيقول: أنا الملك.. أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ } . أحاديث كثيرة فيها إثبات هذه الصفة، يثبتها أهل الإيمان، ويشهدون أنها حقيقية، ولا يقولون: إنها جارحة أو غير جارحة. وينزهون صفات الله: صفة الوجه، وصفة اليد، وصفة اليمين، عن مشابهة صفات المخلوقين.