مقدمات

الأسباب المعينة على الطلب: 3- فضيلة الشيخ: في مطلع حديثنا حول طلب العلم يبدو لنا سؤال يقول: ما الأسباب التي تعين الشاب على طلب العلم وتحصيله؟ الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وفتح على من يشاء أبواب المفاهيم والحكم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، المتفرد بالبقاء والقدم، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلى آخر الأمم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الفضل والكرم. وبعد: فأفضل الأسباب المعينة على طلب العلم شعور الطالب واستحضاره فضل العلم ووجوب تعلمه، فإن من عرف أن تعلم العلم من الواجبات التي تلزم المسلم ويأثم بالترك والإهمال، وهو قادر على التلقي ومتمكن من نيل العلم؟ انتبه للطلب، وحذر من الإعراض عنه، لما يترتب على الترك من الذنب والإثم. ثم إن من الأسباب أيضا: تفريغ الوقت الكافي للتعلم، بتخصيص جزء من النهار أو الليل يتلقى فيه العلم النافع قراءة أو سماعا أو نظرا، فإن ذلك يعين على التعلم ولو طالت المدة. وهكذا من أسباب تحصيل العلم: استحضار الطالب فوائد العلم وآثاره في الحياة وبعد الممات، فإن من علم بأن العالم موضع الاحترام والتوقير، وأن العلم سبب لحصول الخشية، لقول الله -تعالى- { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } فإن العالم يستغفر له كل شيء حتى حيتان البحر، وأنه بعد موته ينتفع بعمله، ويأتيه الأجر محليه، فلا بد أن يهتم بالطلب. ومن الأسباب أيضا: نظره إلى من سبقه وتفوقه في التحصيل والاستفادة، وكيف نال أولئك هذا العلم بسهولة مما يحمله على مجاراة غيره، والمسابقة إلى التعلم والتزود من العلم. ومن الأسباب: الحرص على التعلم في الصغر وقت الفراغ، وعدم الانشغال بشيء من اللهو والباطل الذي يشغل عن التعلم والاستفادة.