الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / دور المؤسسات الخيرية في نصح الفقراء وتهذيبهم

ثم من أعماله نصيحة المسلمين الذين يحتاجون ويفتقرون وتمسهم الحاجة ..فيكون عليهم نقص، ويأتون إلى مثل هذا المشروع مطالبين بأن يُفرض لهم شيء من النفقات في هذا المشروع، هؤلاء لا بد أنهم يهذبون ويقومون، وفي عمل الإخوة هذا نصيحة لهم، فإذا اشترطوا عليك أيها الفقير أنك تحافظ على الصلاة، وتأتي بشهادة من إمام المسجد على محافظتك للصلاة أعانوك على الخير، أعانوك على طاعة الله فمن لا يحافظ عليها لا يستحق أن يُساعد، ولا أن يعطى وما ذاك إلا أنه عصى ربه، وخالف أمر الله فليس أهلا أن يعطى من هذه التبرعات وهذه الصدقات. كذلك أيضا اشتراطهم أن يكون صاحب المنزل قد طهر منزله، طهره عن آلات اللهو التي تصد عن ذكر الله، وتشغل عن الخير، إذا كان هذا الفقير أدخل في بيته أجهزة استقبال القنوات الفضائية، وأدخل في بيته أشرطة اللهو والغناء وأفلام الصور الخليعة -فليس أهلا أن يُتصدق عليه، فاشتراطهم هذا مساعدة له، إذا علم بأنه لا يعطى ولا يثاب ولا ينفق عليه إلا إذا طهر بيته حرص على تطهيره، فكان ذلك سببا في توبته وإقلاعه عن المخالفات والمحرمات، وكان ذلك سببا في توبته وتركه لسماع الملاهي والأغاني، وكذلك لسماع أولاده ونسائه لهذه المحرمات التي تصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة، وتشغل الوقت وتضيعه، وتوقع في الآثام وتجر إلى المحرمات، وتوقع في الفواحش أو في مقدماتها فهذا أيضا نصيحة لهم. وكذلك أيضا نصيحة لغيرهم من الأثرياء الذين هم بحاجة إلى أن يغفر الله تعالى لهم، هؤلاء الأثرياء إذا سمعوا أن صدقاتهم لا تصرف إلا للتائبين وللمستغفرين وللمنيبين وللمصلين حملهم ذلك على أن يكونوا مثلهم، فيقولون: نحن نتبرع بهذه الصدقات وهذه الزكوات وما أشبهها، وإذا كانت لا تصلح إلا لأهل الاستقامة والتوبة النصوح فإننا أولى بأن نكون مثلهم؛ فيتوبون إلى الله تعالى، ويحافظون على الصلوات، ويطهرون بيوتهم من آلات اللهو وما أشبه ذلك، ويطهرون أموالهم من الرجس والكسب الحرام وما أشبه ذلك؛ حتى يكون كسبهم حلالا، وحتى تكون صدقاتهم مقبولة، هذا من فوائد هذه الاشتراطات ونحوها. وكذلك أيضا اشتراطهم على أولياء الأطفال أن يكونوا أو أن يسجلوا في مدارس تحفيظ القرآن، إذا علم هذا الفقير أن عنده أولادا، وأنه بحاجة إلى الإنفاق عليهم وإلى كسوتهم وإطعامهم وإلى تسهيل أموره لهم، وعلم بأنهم مطالب بهم أن يسجلهم في مدارس التحفيظ، وأنه لا يُصرف له إلا إذا سجلهم -كان ذلك أيضا من الدوافع إلى أنه يعتني بأولاده، ولا شك أنه إذا اعتنى بهم في صغرهم، وحرص على تسجيلهم في المدارس الخيرية، وحفظوا القرآن أو حفظوا ما تيسر منه، وحصلوا على تشجيعات من المدارس، وعلى جوائز وعلى حوافز تحفزهم كان ذلك أيضا من أسباب استقامتهم، فينشأ الأولاد ولو كانوا أولاد فقراء ينشأون على محبة القرآن والعلم والذكر والدعاء والخير والأعمال الخيرية، فيكون ذلك سببا في استقامتهم بعد كبرهم والتزامهم؛ حتى ولو أثروا ولو استغنوا ولو وسع الله عليهم، فكل ذلك من الخصال الخيرية.