الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / إغواء إبليس وذريته للإنسان

وقد دل القرآن على أن إبليس له ذرية، ودلت الأحاديث الصحيحة على أنه يرسلها للتضليل. وقد قال جل وعلا: { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا } . وجاء في صحيح مسلم أن الشيطان الذي يوسوس للإنسان في صلاته؛ حتى يشغله عنها اسمه خنزب وهو من أولاد إبليس. واختلف العلماء في الكيفية التي بها كان نسل إبليس. وسئل الشعبي -رحمه الله- قيل له: هل تزوج إبليس؟ فقال: ذلك عرس ما حضرناه. وزعموا أنه بعد ذلك لما قرأ: { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ } قال: نعم. يمكن أن يكون تزوج. وهذا لا يدل على أنه تزوج، ولم يقم دليل من كتاب، ولا سنة على ذريته كيف تناسلت؟ وكيف جاءت هذه الذرية؟ هل هي من زوجة؟ أو كما يقول بعضهم: إن له آلة امرأة وآلة رجل يدخل هذا في هذا فتخرج منه بيضات فتنفلق البيضات عن الشياطين فتنتشر؟ هكذا يقولونه من شبه الإسرائيليات، ولم يقم دليل عليه. والذي دل عليه القرآن أن له ذرية كما قال: { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا } وهذا معنى قوله: { إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ } ثم إنه -جل وعلا- سأله ما المانع له من السجود؟ قال: { مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ } . فأجاب إبليس بقوله: { أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } وجواب إبليس هذا يحتمل كلاما كثيرا لا تسعه بقية هذا الوقت. ونرجو الله- جل وعلا- أن يحفظنا من مكائد إبليس، وأن يؤيسه ويخيبه منا. اللهم لا تضلنا بإبليس، اللهم إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم، نعوذ بالله من همزات الشياطين، ونعوذ بالله أن يحضرنا الشياطين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اللهم إنا نسألك السعادة والتوفيق لما يرضيك، والعمل بكتابك، اللهم وفقنا لاستعمال نعمك فيما يرضيك، اللهم لا تجعلنا من اللؤماء الذين يستعينون بنعمك على معاصيك. اللهم لا تجعلنا من اللؤماء الخبثاء الذين يستعينون بنعمك على معاصيك، اللهم وفقنا لما ترضى به عنا، اللهم اختم بالسعادة آجالنا، واختم بالعافية غدونا وآصالنا واجعل إلى جنتك مصيرنا ومآلنا، اللهم إنا نسألك عافية الدنيا، اللهم إنا نسألك عافية البرزخ، اللهم إنا نسألك عافية الآخرة. اللهم نور بهذا القرآن العظيم قلوبنا في دار الدنيا، ونور باتباعه قبورنا في البرزخ، ونور به طريقنا إلى الجنة في الآخرة، اللهم اجعلنا ممن عمل به وكان حجة له، ولا تجعلنا ممن تناساه وكان حجة عليه. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت...