الموقع الرسمي لسماحه الشيخ

عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين

رحمه الله

المكتبة النصية / على من ألقي شبه عيسى عليه السلام

[س 14]: هل الرواية التي تقول: إن شبه عيسى -عليه السلام- ألقي على الرجل الذي أراد الوشاية به صحيحة أم لا ؟ الجواب: المشهور أن الذي شبه لهم شاب من الحواريين أتباع عيسى ؛ فقد ذكر ابن كثير انظر تفسير ابن كثير، سورة النساء (1\493). عند تفسير قوله تعالى: { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } (إن اليهود سعوا في قتله عند أحد ملوكهم، فأرسل من يطلبه فلما أحس بهم قال لأصحابه: أيكم يلقى عليه بشبهي وهو رفيقي في الجنة؟ فانتدب لذلك شاب منهم. فقال: أنت هو، وألقى الله عليه شبه عيسى حتى كأنه هو، فرفع عيسى إلى السماء، فلما رفع خرج أولئك النفر، فلما رأوا ذلك الشاب ظنوا أنه عيسى فأخذوه وصلبوه). ثم ذكر الرواية بذلك عن ابن عباس عند ابن أبي حاتم ثم ذكر عن وهب بن منبه عند ابن جرير انظر تفسير ابن جرير الطبري، المسمى جامع البيان في تأويل القرآن (4\ 352). أن الذي شبه لهم هو شمعون أحد الحواريين وكان اليهود قد أخذوه وقالوا: هذا من أصحاب عيسى فجحد ثم أخذه آخرون فجحد، ثم قال لهم: ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح؟ فجعلوا له ثلاثين درهما فأخذها ودلهم عليه، وكان شبه عليهم قبل ذلك، فأخذوه وربطوه بالحبل وجعلوا يقودونه ويبصقون عليه ويلقون عليه الشوك، حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها، فرفعه الله وصلبوا ما شبه لهم. ثم ذكر أن بعض النصارى قال إنه (ليودس ركريا يوطا) وهو الذي شبه لهم فصلبوه وهو يقول: إني لست بصاحبكم، أنا الذي دللتكم عليه. والله أعلم أي ذلك كان انظر تفسير ابن جرير الطبري، المسمى جامع البيان في تأويل القرآن (4 \ 253). جاء في كتاب (محاضرات في النصرانية) لمحمد أبو زهرة (صفحة 24) في مسألة الشبه حيث قال: (وبعض الآثار تقول: إن الله ألقى شبهه على يهوذا، ويهوذا هنا هو يهوذا الأسخريوطي الذي تقول الأناجيل عنه: إنه هو الذي دس عليه، ليرشد القابضين إليه، إذ كانوا لا يعرفونه، وقد كان أحد تلاميذه المختارين في زعمهم. ولقد وافق هذا إنجيل برنابا موافقة تامة، ففيه: ولما دنت الجنود مع يهوذا من المحل الذي كان فيه يسوع، سمع يسوع دنو جم غفير، فلذلك انسحب إلى البيت خائفا، وكان الأحد عشر نياما، فلما رأى الله الخطر على عبده أمر جبريل وميخائيل وروفائيل وإدريل سفراءه أن يأخذوا يسوع من العالم، فجاء الملائكة الأطهار، وأخذوا يسوع من النافذة المشرفة على الجنوب، فحملوه ووضعوه في السماء الثالثة في صحبة الملائكة التي تسبح الله إلى الأبد. ودخل يهوذا بعنف إلى الغرفة التي أصعد منها يسوع، وكان التلاميذ كلهم نياما فأتى الله العجيب بأمر عجيب. فتغير يهوذا في النطق وفي الوجه فصار شبيها بيسوع، حتى اعتقدنا أنه يسوع، أما هو فبعد أن استيقظ أخذ يفتش لينظر أين كان المعلم، لذلك تعجبنا! وأجبنا: أنت يا سيدي معلمنا، أنسيتنا الآن".. * وهنا ملحوظة يجب التنبيه عليها: إن النصارى لما وجدوا هذا الإنجيل يدعو ويبين ما دعا إليه المرسلون من الأنبياء من وحدانية الله ونبوة عيسى وإنه لم يصلب ولم يقتل، وإن محمدا عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- قالوا: إن هذا الإنجيل من وضع العرب، والصحيح أن برنابا قديس من قديسي المسيحيين باتفاقهم، ورسول من رسلهم، وهذا الذي رجحه مؤلف كتاب (محاضرات في النصرانية) بأن نسبة هذا الإنجيل إلى برنابا، نسبة يرجح أن تكون صحيحة؛ لأنه وجدت نسخته الأولى في جو مسيحي خالص، وكان معروفا قبل ذلك بقرون أن لبرنابا إنجيلا. انظر كتاب (محاضرات في النصرانية) لمؤلفه الشيخ \ محمد أبو زهرة، صفحة 63. .