رقم الفتوى | (7908) [ العودة لصفحة الفتاوى الرئيسية » ] | ||||||||||||
موضوع الفتوى | كلمة في نهاية عام ونحن على مشارف عام جديد | ||||||||||||
السؤال | س: ونحن في نهاية عام وعلى مشارف عام جديد، فهل من كلمة توجهونها لإخوانكم بهذه المناسبة وبم توصون إخوانكم في هذه الفترة ؟ | ||||||||||||
الاجابـــة |
بسم الله الرحمن الرحيم في هذه الأيام نودع عامًا من أعمارنا. الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على وبعد، فإن مرور السنين سنة بعد سنة ينذر العاقل بقرب الأجل وانقضاء الحياة الدنيا وذهاب الأعمار فيحمله أن يكون دائمًا وأبدًا مُستعدًا للموت ولما بعد الموت، وذلك أن هذه الحياة تتكون من ساعات ودقائق وأيام وأسابيع وأشهر وأعوام، فاليوم يهدم الشهر والشهر يهدم السنة، والسنة تهدم العمر، ومع ذلك فإن الكثير في غفلة عن ذلك بل ربما يتبادلون التهاني بالعام الجديد ويعدونه يوم فرح وسرور حيث أنهوا فيه عامًا من أعمارهم وقد قال الشاعر
وقد امتن الله تعالى على عباده بأن أحياهم ومد لهم في الأعمار بما يتمكنون به من العمل ويستغلونه في أسباب النجاة كما قال تعالى: وقد يعتذرون بأنهم يقطعون الزمان ويشغلون الأوقات حتى يتقلص النهار وينقضي الليل دون الإحساس بطوله في غير عمل وقد يعتذرون بأنهم يتركون اللعب عند حضور وقت الصلاة حتى إنهم يؤدونها في الجماعة أو أنهم ينشغلون به عن القيل والقال والغيبة والنميمة، والجواب أن الوقت ثمين سواء وقت صلاة أو غيره فإضاعته في هذا اللعب غبن وحسرة وضياع وخُسران مبين وليس من الضروري أن يشغلوه في لعب أو غيبة ونحوها فإن السكوت أفضل من الكلام الباطل المُحرم وأن الكلام الطيب أفضل من السكوت لقول النبي صلى الله عليه وسلم : وكان الأولى بهم أن يبخلوا بأيامهم أشد من بخلهم بأموالهم وأن يقضوا أوقاتهم في تعلم العلم النافع وقراءة القرآن وحفظه وفي الذكر والدعاء بأنواعه وفي الانشغال بالمباحات من الأقوال والأعمال وفي العمل الصالح وما يعود على المرء بخير في دينه ودنياه وبذلك يسلم له دينه ويحفظ عليه وقته وليتذكر أن العاقل ليس عنده وقت فراغ بل سوف يجد ما يسد فراغه ويستغل وقته، وقد قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : كما يتذكر أن مرور الأيام والليالي منذر بقرب الآخرة، فإن العبد كل يوم يرحل مرحلة تقربه من الآخرة وتُبعده عن الدنيا، قال الشاعر:
فالأيام والساعات مراحل ومطايا تسير بالإنسان وإن كان على فراشه كما قال بعض السلف: من كانت الأيام والليالي مطاياه سرن به وإن لم يسر، فإذا عرف ذلك حرص على استغلال كل يوم وشغله بما يعود عليه بالفائدة، وقد روي في بعض الآثار أن هذه الأيام خزائن للناس يقفل كل يوم بما عمله العبد فيه ثم في الآخرة تفتح هذه الخزائن فالمحسنون يجدون في خزائنهم العزة والكرامة والمُفرطون يجدون في خزائنهم الحسرة والندامة، ونعود فنقول إن على العبد أن يأخذ عبرة وموعظة في هذه الأزمنة كيف تمر الأيام والأشهر والسنون مُسرعة وكأنها دقائق وثوان، وذلك لما نحن فيه من الرفاهية والخير دون الإحساس بملل أو سآمة، وقد قيل إن أيام السرور قصار وأيام الحزن طوال، فإن المريض والسجين والمهموم يستطيل الزمان ويتمنى غروب شمس كل يوم بخلاف من هو في رفاهية وسرور، والله المستعان وعليه التُكلان، وصلى الله على
|