كذلك أيضا مظاهر الذكر في هذه الأيام أي كثيرة: الأول ذكر الله تعالى عند رمي الجمار؛ فإنه يشرع أن يذكر الله، يكبر مع كل حصاة، والتكبير ذكر، ومثال ثان: الدعاء بعد الفراغ من رمي الجمرتين الأولى والوسطى، والدعاء أيضا ذكر؛ فقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم لما رمى الجمرتين يقف بعد كل واحدة ويستقبل القبلة ويرفع يديه، ويدعو دعاء طويلا، وهذا من الذكر، وهذا أيضا من الأماكن التي يرجى فيها إجابة الدعاء؛ وذلك لأنه دعاء بعد ذكر، ودعاء بعد عمل مأمور به. والمظهر ثالث للذكر: التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات، كلما صلينا فريضة رفعنا أصواتنا بالتكبير: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد؛ نجمع بين التكبير والتهليل والتحميد؛ فالتكبير: فيه استحضار كبرياء الله، وأنه الكبير المتعالي، والتهليل: فيه اعتقاد أن الله هو الإله الحق، وأن كل الآلهة غير فإلهيتها باطلة، وأن ربنا هو الإله الذي تألهه القلوب محبة ورغبة ورجاء وخوفا، كذلك فيه التحميد: الذي هو الثناء على الله، وذكره بأنه هو المحمود الذي يستحق الحمد على ما أولاه وعلى ما أعطاه، هذه من مظاهر الذكر. كذلك أيضا من مظاهر الذكر رابعا: ذكر الله تعالى عند الأكل والشرب، جاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما ذكر ما ينعم الله تعالى به على العبد أن: { يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها } هذا من الذكر، وهذا من الشكر؛ يشكر الله تعالى على ما أعطاه وعلى ما أنعم به عليه. كذلك من مظاهر الذكر أيضا: الذكر المطلق؛ أي في كل الحالات؛ أي لأن الله تعالى أمر به أمرا مطلقا في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا } ولم يحدد وقتا من الأوقات؛ فعلينا أن نذكر الله تعالى، ونختم به كل عمل نعمله، وقد مدح الله تعالى الذين يذكرونه بعد الأعمال الصالحة، فقال تعالى: { وَاذْكُرُوا اللَّهَ } كل هذا دليل على أن الذكر مأمور به في كل الحالات. نعرف أيها الإخوة أننا في هذه الأيام في أيام عبادة، أن هذه الأيام الثلاثة: اليوم الحادي عشر، واليوم الثاني عشر غدا، والثالث عشر بعد غد أنها أيام عبادة، وأن العباد مقيمون في هذا المنسك، في هذه المناسك، وفي هذه المشاعر؛ لأجل أن يعبدوا ربهم، ولأجل أن يتفرغوا لعبادته، بدل ما ينشغلون في بيوتهم بحاجات الأهل والأولاد، وبدل ما ينشغلون أيضا في حرفهم وتجاراتهم ينشغلون عن العبادة، وبدل ما يكونون مع جلسائهم الذين يخوضون في أمور دنية دنيوية، ففي هذه الأيام يتفرغون للعبادة؛ فلا يكون شغلهم إلا عبادة: إما ذكر، وإما دعاء، وإما قراءة، وإما شكر، وإما تذكر لنعم الله -عز وجل- على عباده وإحداث شكر لكل نعمة أنعم بها على العبد، بأن يحدث لها شكرا؛ حتى تثبت هذه النعم، وحتى تستقر، وحتى يضاعف الله أجره عليها. كذلك أيضا يشتغلون بالعبادات المؤقتة؛ العبادات المحددة، فمن ذلك عبادة الرمي؛ كذلك أيضا عبادة الدعاء، عبادة الطواف لمن عليه طواف إفاضة وسعي حج، كذلك أيضا العبادة الأخيرة التي هي طواف الوداع؛ فهذه من تكميل العبادات؛ يعني تكميل العبادات التي بقيت على الحجاج في هذه الأماكن أن يعبدوا الله تعالى، فيعبدوه بالأعمال، ويعبدوه بالأقوال؛ فيعبدوه بإقامتهم هاهنا، أنت بإقامتك في هذا المكان طاعة وعبادة، كأنك تتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وتطلب منه الأجر، واعتبر أيضا دعاءك وذكرك وقراءتك وتذكيرك ووعظك وإرشادك وتخويفك وأمرك بالخير ودعوتك إلى الله تعالى؛ اعتبر ذلك كله عبادة، والعبادة فيها أجر إذا صلحت النية. فعلينا أن نحرص على أن نتواصى بإكثار العبادات في هذه الأماكن، وأن ترى علينا بعد ذلك آثارها؛ فإن للعبادات آثار على أهلها بأن يرجعوا أحسن مما كانوا عليه قبل أن يذهبوا؛ يرجعون وقد أحبوا العبادات وألفوها، يرجعون وقد عرفوا حقوق الله تعالى، يرجعون وقد تابوا عن التفريط والإهمال والأعمال المحرمة أو المكروهة، وبذلك يقبلهم الله تعالى، ويثيبهم، ويعظم لهم الأجر. نسأل الله تعالى أن يجعل حجنا مبرورا، وذنبنا مغفورا، وعملنا صالحا مبرورا، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه ضامنة لأجره، نطلب بها رضاه ونرغب بها عمن سواه؛ حتى يكون بها عنا راضيا ولحوائجنا قاضيا، ولنا من النار واقيا، ونقول: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، ولا تردنا بعد الدعاء خائبين، ولا تجعلنا من رحمتك محرومين، ولا عن بابك رجائك مطرودين، واجعلنا برضاك من الفائزين. اللهم تقبل منا حج بيتك الحرام وعمنا بالفضل منك والإحسان، ووفقنا لما يرضيك عنا وينجينا من دار الهوان. اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واحم حوزة الدين. اللهم آمنا في دورنا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، برحمتك يا أرحم الراحمين. والله أعلم، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه. أسئـلة شكر الله لفضيلة شيخنا على ما قدم، هنا أسئلة كثيرة وردت، والكثير من هذه الأسئلة تتكرر مرارا؛ ولتعب الشيخ وإرهاقه فإننا مراعاة لظروف الشيخ سنختصر كثيرا من الأسئلة؛ حتى يتسنى للشيخ الإجابة في وقت قصير. س: يقول السؤال فضيلة الشيخ: أثناء طواف الإفاضة لم أتأكد من طهارتي، وتوضأت وأعدت الشوط الثالث وأكملته، ثم أكملت السعي فما حكم ذلك؟ إذا شك الإنسان في الطهارة فعليه أن يرفع الشك باليقين؛ فإذا توضأ لرفع الشك فإنه بذلك يكون على طهارة يقينية، أما إذا طاف وهو شاك فإنه لا يزال يوسوس في طهارته وفي طوافه: هل هو كامل أو ناقص؛ فالاحتياط أن يجدد الوضوء. ... لا شك أنه إذا كان شاكا هل أنا متوضئ أم لا؟ وهل أنا أحدثت قبل أن أطوف أم أحدثت في أثناء الطواف؟ فعليه أن يحتاط، وأن يبني على الاحتياط. نعم يبدأ من حيث مما شك فيه . س: أحسن الله إليكم. يقول هذا السائل: إذا وكل الإنسان رجلا في ذبح أضحيته، ولا يدري متى سيذبحها في اليوم الأول أو الثاني؟ فمتى يباح له قص أظافره وحلق شعره؟ يباح له من وقت الذبح، إذا صلى الناس العيد دخل وقت الذبح. في هذه الحال يجوز لك أن تحلق، سيما إذا كنت في الحج؛ فإن الحلق نسك، وعبادة من العبادات؛ فعليك أن تبادر بالحلق؛ لأن الحلق عبادة ولو لم تذبح أضحيتك. س: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، يقول السائل: لظروف خاصة تتطلب أن أكون في جدة قبل مغرب يوم الثاني عشر من ذي الحجة، هل يجوز أن أرمي قبل الظهر، وأذهب إلى الحرم لطواف الوداع؟ نرى أنك لا ترمي، إذا كان كذلك بإمكانك أن تتأخر وترمي بعد الزوال ولو بعد العصر، وتؤخر طواف الوداع، وتذهب إلى جدة وتقضي شغلك، وبعد يوم أو يومين ترجع وتوادع؛ فإن أهل جدة مكانهم قريب، في إمكانك أن ترجع من مكان قريب ولو بعد يومين أو ثلاثة؛ رخص لأهل جدة أن يؤخروا طواف الوداع ولو يومين أو ثلاثة أيام أو أربعة أيام بعد أيام التشريق. س: أحسن الله إليك. بل كان مرتبط بسفر بطائرة! أما إذا كان يخشى فوات طائرة ... س: ........................................ ؟ ... المستضعفين والفقراء في البلاد الإسلامية بحاجة إلى مساعدة إخوانهم الذين أنعم الله عليهم، والذين أعطاهم من فضله، فإذا تبرع لهم إخوانهم بما يخفف عنهم الحاجة والشدة؛ فإن ذلك سببا في إعانتهم وكان ذلك مما يضاعف الله تعالى به الأجر للمنفقين الذين ينفقون جزءا من أموالهم يسيرا، يخففون به عن المستضعفين والمنكوبين، سواء في فلسطين أو في غيرها من البلاد الإسلامية كأثيوبيا وكذلك المجاهدين في الشيشان وفي كشمير وفي الفلبين وفي غيرها من البلاد الإسلامية، والله تعالى يضاعف لمن أنفق أضعافا كثيرة. والنفقة عليهم كالنفقة في سبيل الله الدرهم قد يكون أجره كأجر سبعمائة درهم، على ما جاء في النفقة في سبيل الله. والله أعلم، وصلى الله على محمد ... س: ........................................ ؟ ... الساعة الرابعة بعد العصر أو وقت العصر يشتد الزحام غدا، ويكون فيه وفيات، وإذا كان كذلك فللمرأة المتعجلة أن توكل، وأما إذا أخروا الرمي إلى العصر، أو إلى ما بعد العصر فالعادة أنها تخف الزحمة؛ حيث إنهم يكونون قد انصرف الكثير منهم، وكذلك التي لا تتعجل، الذين لا يتعجلون يؤخرون الرمي إلى الليل، ولهم رخصة في ذلك. س: أحسن الله إليكم. هل يسقط عن المرأة الحائض طواف الوداع؟ نعم. هكذا جاء أنه أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض؛ لأنه يخشى أنها تحبس أهلها. س: أحسن الله إليكم. فضيلة الشيخ، يقول السائل: رميت بعد صلاة العصر للتعجل، وذهبت إلى مكة ولكن لم أستطع الذهاب من مكة إلى طواف الوداع إلا بعد منتصف الليل فهل علي شيء؟ لا شيء عليك؛ يعني إذا خرجت من منى قبل مغيب الشمس فلا يلزمك أن تعود على منى ولا يلزمك أن تبيت بها، ولا أن ترمي الجمار في اليوم الثالث عشر؛ إنما إذا وادعت فلا تجلس ولا تقم بعد الوداع، ولو لم توادع إلا بعد يومين: في اليوم الرابع عشر والخامس عشر. س: أحسن الله إليكم. يقول: أرجو بيان مكان الدعاء في الجمرة الصغرى والوسطى؟ الأصل أنه إذا رمى ابتعد عن حقمة الناس، وعن الزحام مسيرة عشرين مترا، أو ثلاثين مترا، ثم استقبل القبلة ودعا، وليس هناك موضع محدد، كان هناك قديما وادي، وكانوا يدعون في بطن الوادي، والآن لم يبقَ للوادي أثر. س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: إسبال الثوب من غير كبرياء ما حكمه؟ وهل يدخل في ضمن الذين لا ينظر الله إليهم ولا يكلمهم إلى يوم القيامة؟ الإسبال لا يجوز مطلقا؛ لعموم الحديث الذي فيه { ما أسفل من الكعبين فهو في النار } والذين يسبلون؛ أي يقول أحدهم إني لست من أهل الكبرياء، نقول: إننا ننكر عليك هذا الأمر الظاهر، وأما الكبرياء فإنها شيء خفي؛ لأنها بالقلب فلا ندري ما في قلبك! ولكن ننصحك بأن لا تسبل الثياب؛ أي ما تحت الكعبين. س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: ما حكم تخفيف اللحية؟ الأصل أنه لا يجوز، وإن كان بعض العلماء رخصوا في اتباع ابن عمر إذا انتهى من العمرة، إذا تحلل من حج أو عمرة يأخذ ما زاد على القبضة، ويعتبر ذلك من التقصير، وله عذره وله اجتهاده. س: أحسن الله إليكم. ما حكم نتف أو إزالة ما بين الحاجبين للمرأة فقط إذا كان كثيفا؟ نرى أنه لا يجوز؛ وذلك لأنه تابع للحاجبين، ونتف الحاجبين منهي في حق المرأة، ويسمى النمص: { لعن الله النامصات والمتنمصات } . س: أحسن الله إليكم. بعض الحجاج يقدم سعي الحج على طواف الإفاضة، ويؤخرون طواف الإفاضة مع طواف الوداع فما الحكم في ذلك؟ أرى أنه لا يجوز، وأن طواف الإفاضة يعقبه السعي، وأنه لا بد من الموالاة بين الطواف والسعي، إلا شيئا يسيرا؛ فلو طاف هذا اليوم وسعى من الغد؛ طاف مثلا اليوم الحادي عشر الساعة الثامنة، ولم يسع إلا الساعة الثامنة من الغد قلنا له: أعد الطواف؛ لا بد أن الطواف والسعي يكونان متقاربين، أما إذا طاف أول النهار وسعى آخره فلعل ذلك يعفى عنه. س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: ما أفضل الأنساك الثلاثة ؟ أنا أختار أن من جاء مبكرا فإنه يتمتع؛ إذا جاء في اليوم الخامس، أو الرابع، أو نحوه فالأولى له التمتع: أن يحرم بالعمرة، ويتحلل منها، ويتمتع بلباسه، ويحرم بالحج في اليوم الثامن . وأما من جاء متأخرا في اليوم الثامن، أو في اليوم السابع فأنا أختار له الإفراد؛ لأنه الذي كان يأمر به الصحابة: أبو بكر وعمر وعثمان كانوا يلزمون بالإفراد؛ يعني أن يحج في سفر، ويعتمر في سفر، فيفرد في هذا، ويؤخر العمرة في رمضان، أو إلى شهر آخر. س: أحسن الله إليكم. ما حكم إرسال الأضحية إلى خارج البلاد ؛ وذلك بدفع ثمنها إلى المؤسسات الخيرية؟ نرى أن ذلك جائز؛ وذلك لأنه هناك حاجة شديدة، وفاقة، وشوق إلى الأطعمة وإلى اللحوم، فكثير منهم لا يأكلون اللحوم، ولا تحصل لهم ولا يتحصلون عليها إلا في موسم؛ عيد النحر، فالعمل كلما كان أنفع كان أكثر لأجره. س: أحسن الله إليكم. هل يشترط الطهارة عند الرمي، ثم لو أخطأ في رمي الجمرات فماذا عليه؟ لا تشترط الطهارة، يطوف ولو كان محدثا، وأما إذا أخطأ فلا بد من أن يعيد ما أخطأ فيه، لا بد أنه لو قدم الجمرة الوسطى، ثم الجمرة الكبرى نقول له: أعد الثلاث، وابدأ من الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى. س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: هل على أهالي الشرائع طواف وداع حيث إنهم خارج مكة فقط بكيلوين؟ نرى أن عليهم الذين خارج الحدود، وأما الذين داخل حدود الحرم فإنهم من حاضري المسجد فلا وداع عليهم. س: أحسن الله إليكم .ما حكم استخدام اليد اليسرى عند رمي الجمار ؟ جائز؛ لأن كثيرا من الناس أعسم؛ يعني ما يستطيع أن يقذف إلا بيده اليسرى. س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع الرافضة ؛ فقد احترنا كثيرا، وهل نظهر لهم العداء أم لا؟ الطريقة أن ندعوهم إذا أملنا أنهم ينصاعون، وأنهم يقبلون، وإذا كنا مبتلين بمجالستهم فنذكر الصحابة، ونكثر من فضل الصحابة، ونقرأ الآيات التي في فضلهم، وكذلك الأحاديث التي في فضلهم، وإذا رأينا منهم تصلبا وعدم تقبل فإننا نظهر لهم الكراهية، ونظهر لهم المقت والاحتقار. س: أحسن الله إليكم. هل يجوز التسوق بعد طواف الوداع من الأسواق المحيطة بالحرم لغرض الهدايا؟ لا بأس بذلك؛ لأن هذا لا يعد عملا ولا يستغرق وقتا طويلا. س: أحسن الله إليكم. وقع في هذا اليوم مهلكة شديدة في رمي الجمار، نسأل الله العون، ولكن ذكر لنا بعض الإخوة أن فضيلتكم تقولون بجواز الرمي بعد طلوع الفجر فما هو الدليل على ذلك؟ أن ترمي بعد الزوال، والذين يرخص لهم كثير من الذين عندهم موعد في الساعة الثانية بعد الظهر، أو الساعة الثالثة موعد إقلاع الطائرة؛ هؤلاء لا شك أن عليهم مشقة؛ فلأجل ذلك يرخص لهم أن يرموا في الساعة العاشرة ضحى أو ما بعدها. س: أحسن الله إليكم. فضيلة الشيخ، يقول السائل: ما حكم الصلاة بعد طواف الإفاضة خلف المقام ؟ وهل من تركها عليه شيء؟ ركعتي الطواف من تكملة الطواف، أن يصلي ركعتين خلف المقام، فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم - وقرأ: { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } وكان الذي أشار بذلك عمر . س: ........................................ ؟ ... فلا تغير شيئا من خلق الله تعالى من هذا النمص وما أشبهه؛ حتى لا تتعرض لهذا الوعيد، وكذلك أيضا عليها أن تبتعد عن التشبه بالكافرات وبالعاهرات، وما أشبه ذلك؛ حتى تكون بعيدة عن الحرام وعن أهل الحرام. س: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، وهذه السائلة أيضا تقول: ما حكم العدسات الملونة ؟ نرى أنها لا تجوز إذا كانت في حاجة، أو كان الرجل في حاجة إلى تقوية بصره، فيلبس العدسات التي ليست ملونة، والتي لونها من لون العين، لونها كسواد العين تكون مقوية وليس بها تغير خلق الله. س: أحسن الله إليكم. وتقول سائلة أخرى: ما حكم مشاهدة القنوات الفضائية، كالأخبار، والمسلسلات الغير عارية؟ نرى أنه لا يجوز على الإطلاق؛ وما ذاك إلا أن التعرض لها يفتح الأبواب إلى ما هو محرم، فلا بد أن يكون هناك صور عارية ولو لم تكن مقصودة، ولا بد أن يكون هناك كلمات كفرية، وأخبار مكذوبة، وأفعال شنيعة يبثها أولئك الأعداء؛ حتى يضلوا عباد الله. س: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، وتقول سائلة أخرى: ما حكم أخذ الحبوب منع الدورة يوم عرفة للصيام ؟ الحجاج ما يشرع لهم أن يصوموا في يوم عرفة هذا إذا كانت للحجاج، أما إذا كانت لغير الحجاج فلا بأس؛ لا باس أنها تصوم، أو تأتي بما يمنع الدورة؛ حتى تدرك فضل صيام هذا اليوم الذي يفوت. س: أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، يقول السائل: ما حكم الشرع فيمن نفر من عرفة إلى العزيزية ثم ذهب إلى مزدلفة الساعة التاسعة ليلا وصلى بها المغرب والعشاء جمعا وقصرا؟ إذا كان هذا في ليلة الجمع ليلة مزدلفة السنة أنهم ينفرون من عرفة ؛ ينصرفون من عرفة ويبيتون بمزدلفة فهذا الذي انصرف من عرفة وتوجه إلى العزيزية ثم رجع بعد ذلك إلى مزدلفة يعتبر قد قضى ما عليه إذا أقام بمزدلفة إلى الصباح، هذا يعتبر قد أفاض؛ يعنى قد بات بمزدلفة أما إذا مكث بها وقتا قليلا، ثم بعد ذلك رجع إلى سكنه؛ فنرى أنه ما بات. س: أحسن الله إليكم. امرأة وقفت عندها الدورة الشهرية هذا اليوم، وتخشى أن تصيبها غدا، فهل يجزئ أن تطوف طواف الإفاضة هذا اليوم، ويجزئها عن طواف الوداع؟ إذا حاضت بعد طواف الإفاضة سقط عنها طواف الوداع، عليها أن تبادر إذا خشيت أنها تعود إليها الدورة وتطوف طواف الإفاضة، ويسقط عنها طواف الوداع. س: أحسن الله إليكم، يقول السائل: ما حكم تقديم طواف الوداع على رمي الجمرات في اليوم الثاني عشر ؟ لا يجوز؛ لأن الوداع يكون آخر الأعمال، فلا يوادع إلا بعدما يرمي. س: أحسن الله إليكم. نعرف أن تصريح الحج كل خمس سنوات؛ فما حكم من حج بعد سنة من حجه، وأخرج تصريحا بواسطة؟ الحج صحيح، ولكن الأولى أنه يخبر بالواقع، فإذا كان له عذر كأن يكون محرما لامرأة ليس لها محرم غيره؛ فإنه يدرك تصريحا؛ لأجل العذر. س: أحسن الله إليكم. إنسان رمى في يوم النحر الجمرة الصغرى جهلا منه، وقد تحلل من إحرامه، فماذا يكون في حقه؟ نأمره بأن يعيد؛ يلبس الإحرام، ويذهب ليرمي جمرة العقبة، ونعذره باللباس؛ نعذره بهذا اللباس، ونقول: إنك جاهل، والجاهل أو الناسي معذور. س: يقول السائل: علي طواف الإفاضة، فهل يمكنني الخروج من منى بعد منتصف الليل، ثم الرجوع إليها بعد طلوع الشمس؛ حتى أكون ممن أدرك المبيت بمنى ؟ يجوز ذلك حتى ولو فاتك المبيت؛ كثير من الناس يذهبون مثلا من منى إلى الطواف الساعة الثامنة، ثم يشتد الزحام عليهم، وربما لا يصلون الحرم إلا في الساعة الواحدة ليلا، ثم يطوفون ويسعون وينتهون مثلا في الساعة الثالثة، ثم يرجعون ويدركهم الصبح وهم في الطريق، فمثل هؤلاء معذورون. س: أحسن الله إليكم. يقول السائل: أنا من أهل مدينة جدة وأريد تأخير طواف الوداع لشهر أو أكثر، وقد سمعت منكم يا فضيلة الشيخ، جواز تأخيره لأيام؛ فما القول في تأخيره لأكثر من شهر؟ الظاهر أنه لا يجوز؛ إنما يباح مثلا أربعة أيام على ما ذكره الفقهاء: أن المسافر إذا سافر يومين، ثم تذكر ورجع أو سافر يومين ورجع يومين؛ فالجميع أربعة أيام، الأربعة أيام يمكن أن تجد سعة، وأن الزحام قد خف؛ فأما شهر فإن في ذلك تفريط. س: أحسن الله إليكم. ما حكم المبيت بمنى وبماذا يدرك؟ وما الذي يجزئ منه؟ ومن خرج بالليل لقضاء بعد الحوائج ويرجع فهل يقدر أنه بات بمنى أو لا؟ فالمبيت بمنى واجب، ومن ترك المبيت بمنى فعليه دم، ومعناه أنه يبيت الليل كله من العشاء إلى الفجر، وليس شرطا أن ينام، ولكن الأفضل أن ينام إذا نام في منى أو في داخل حدود منى وإذا استعجل مثلا وخرج من منى قبل الفجر بساعة، ونحو ذلك عفي عنه. ومن خرج لحاجة فإنه معذور إذا كان رحله في منى لو ذهب إلى الطواف من الساعة الثامنة ولم يرجع إلا الفجر فهو معذور. س: أحسن الله إليكم. السؤال الأخير: نرجو إلقاء كلمة لمن يأتي ويحج بيت الله -عز وجل- وفي قلبه شحناء وبغضاء، وخلاف بينه وبين إخوة له، وأيضا يقول السؤال قريب له، كثير من الحجاج تحرم عليه أشياء كثيرة ويتجنبها إلا أنه بعد الحج يرتكب بعض المحرمات؛ فما نصيحتكم لمثل هؤلاء؟ الحج المقبول له علامات يعرفها الناس؛ فمن ذلك أنه إذا رجع رأيته متأثرا بأعمال الحج، فتراه يحب الصلوات، ويواظب على صلاة الجماعة، وتراه يحب التنفل؛ يتنفل ويتقرب إلى الله تعالى بأنواع القربات؛ فيتقدم إلى المساجد ويصلي النوافل ويصلي القربات والتهجد في الليل، وتراه يحب قراءة القرآن، ويكثر من تلاوة كتاب الله تعالى، وتراه يحب الخير وأهله، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله تعالى؛ فإذا رآه الناس قالوا: هذا قد نفعه حجه، هذا قد قبل الله حجته. أما إذا رجع ورآه العامة لا يصلي مع الجماعة، أو رأوه يسمع الغناء، أو رأوه يسرق، أو يزني، أو رأوه يشرب المسكرات، أو يشرب الدخان، أو يتهاون به، أو رأوه يحلق لحيته أو نحو ذلك من المعاصي؛ فإن ذلك علامة على أن حجه غير مقبول، أو أنه لم يتأثر به؛ وذلك لأن الأعمال الصالحة لها أثر، قال الله تعالى { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ } والصلاة المقبولة تنهى صاحبها عن المنكر، وعن الفحشاء، وعن المعاصي والمحرمات، وكذلك الحج؛ الحج المقبول أيضا ينهى أصحابه ينهاهم عن المحرمات، ينهاهم عن الفواحش، ينهاهم عن الآثار السيئة، ينهاهم عن المعاصي صغيرها وكبيرها، فإذا لم ينتهوا وعادوا إلى جهلهم، وعادوا إلى المعاصي؛ فخيف أن حجهم مردود عليهم غير مقبول. لا يجوز على المسلم أن يعمل الأعمال التي تكون سببا في رد عباداته، وعدم الثواب عليها؛ بل إذا رجع إلى أهله. إذا رجع إلى بلاده فإن عليه أن يكون مقيما للصلوات، مواظبا عليها، محبا لمجالس العلم ومجالس الخير، محبا لذكر الله تعالى يكثر من ذكره في كل حالاته ولا يغفل عن ذكر ربه سبحانه وتعالى، وهذا هو السبب، أو هذه هي العلامة في أن الله تعالى قد قبل عباداته. أيها الإخوة الأحباب إلى هنا نصل إلى ختام هذا اللقاء المبارك، نسأل الله أن لا يحرم شيخنا الفاضل الأجر والدعاء، ولكننا كما وعدناكم أنه بعد المحاضرة -بإذن الله تعالى- سوف يتم السحب على سؤال وجائزة بحكم أنه هو السؤال الأخير فإننا سنسحب على عشر جوائز بإذن الله تعالى ونستأذن شيخنا بسحب بعض الإجابات حتى يسلم الشيخ الجوائز مشكورا مأجورا ... |