بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. نحمد الله تعالى أن هدانا للإسلام، نحمد الله أن جعلنا مسلمين، نحمد الله أن أقبل بقلوبنا إلى اعتناق دين الإسلام. الإسلام أيها الإخوة ... وهذا التعريف يقرؤه أبناؤكم منذ الصغر، وينبغي أن تلقنوه الأولاد في طفوليتهم؛ حتى يعرفوا الإسلام وحتى يحبوه، وحتى ينشأوا على محبته منذ نعومة أظفارهم، وبذلك يحبون ما جاءهم به هذا الإسلام. فدين الله تعالى هو الإسلام { إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } هكذا أخبر بأنه الدين يعني الدين الحقيقي، ويقول الله تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } هكذا أخبر الله بأنه رضي لنا الإسلام دينا، ويقول الله تعالى: { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } أي لا يقبل الله إلا دين الإسلام، فمن دان بغيره من الأديان فإنه خاسر ولا يقبل منه دينه. ثم إن دين الإسلام هو دين الأنبياء قبلنا، كل الأنبياء دانوا بهذا الدين الذي هو الإسلام، والذي معناه الخضوع لله تعالى والاستسلام له والانقياد له، انقياد الجوارح له، وانقياد الأعمال له، بحيث لا يستسلم لغير الله تعالى، فإذا أسلم وجهه لله فهو مسلم. ولكن هذا الإسلام قد يكون الذين يتمسكون به تمسكهم غير صحيح، فيأتون بما ينتقض به دينهم، وبما يُنقص إسلامهم وبما ينافيه؛ ولأجل ذلك تكلم العلماء على نواقض الإسلام، ففي كل مذهب يذكرون نواقض الإسلام ويسمونها أمور الردة، فيذكرون بابا مستقلا وهو باب ما جاء في حكم المرتد، ويذكرون الأشياء التي يرتد بها عن دينه والتي يخرج بها عن الإسلام، فيستوفي بعضهم صورها، وبعضهم يختصر، حتى أن بعض المؤلفين ذكر أكثر من مائتين وخمسين مسألة يكفر بها من قالها أو من اعتقدها، وما ذاك إلا أن الإسلام الحقيقي لا بد من تكامله، ولا بد من العمل به، وهو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وبلغه. |